مستقبل طب الأسنان: استخدام الخلايا الجذعية في تكوين اسنان حقيقية







 - في حياة الإنسان يضطر الى ان يخسر اشياء كثيرة. بعض هذه الأشياء يمكن تعويضها, والبعض الآخر يترك فراغا لا يمكن تعويضه ومهما حاول الإنسان ايجاد بدائل الا انها لا تكون كالأصل. 

"كل سن في رأس الرجل هو أغلى ثمنا من الألماس"
ميغيل دي سيرفانتيس

 - أحد الأشياء التي لا يمكن تعويضها هي الأسنان, فخسارة احد الأسنان قد يؤثر على الشكل أو الكلام أو المضغ او جميعها. لذا حاول الإنسان دوما ايجاد البدائل للأسنان المفقودة (التركيبات, الجسور,زراعة الأسنان) الا ان هذه البدائل لا تصل الى الكمال الموجود في الأسنان الطبيعية. 

 - ولكن مع التطور العلمي الحاصل في مجال الخلايا الجذعية اصبح الأمل موجودا لبناء اسنان حقيقة جديدة لتعويض الأسنان المفقودة.

طب الأسنان عبر التاريخ (3): العصر الحديث



يمكنك مشاهدة الجزئين السابقين في السلسلة من خلال الروابط:

 - طب الأسنان عبر التاريخ (2): النهضة الإسلامية



 ألم الأسنان بين العلم والخرافة:


القديسة ابولونيا شفيعة مرضى الاسنان والام الصداع وايضا شفيعة اطباء الاسنان

 يمكنك ان تعتبر نفسك محظوظا لأنك ولدت في القرن الحادي والعشرين. فكل ما تحتاجه للتخلص من الألم هو ابتلاع حبة من دواء مسكن او زيارة الطبيب. لكن في عصور سابقة فإن بعض العلاجات تجعلك تفكر جديا في تحمل الألم بدلا من التعرض لها.
 ففي مصر القديمة كانوا يعتقدون ان الفأر مخلوق مقدس لعلاقته بإله الشمس, لذا كانوا يعتقدون انه لتخفيف الألم عليك ان تقسم فأرا الى قسمين وتفرك اسنانك به, ولكن يشترط ان تكون الجثة لا تزال دافئة. وفي الصين كانت تستخدم قصاصات من الورق عليها صلوات توضع حول الضرس لتخفيف الألم. وفي المانيا في القرون الوسطى كان يجب على من اراد تخفيف آلام أسنانه ان يقوم بتقبيل حمار. وفي الديانة النصرانية لتخفيف الألم كان عليك ان تقدم الصلوات للقديسة ابولونيا.


 طب الأسنان في عصر النهضة الأوروبية:

 بعد سنوات طويلة من هيمنة الكنيسة على الحياة العملية في اوروبا واحتكارهم لزعامة المجتمع ومحاكمة المفكرين واضطهادهم, بدأت سطوة الكنيسة تضعف في اوروبا مما سهل ظهور الكثير من المدارس الفكرية وظهور عصر النهضة في الأدب والفن والفلك وفي كافة المجالات ومنها الطب.

في السنوات ما بين 500 - 1000 م كان الطب والجراحة وطب الأسنان محصورا على الكهنة وبعد ان اصدرا البابا قرارا في 1163م أن أي عمل يتضمن إراقة للدماء لا يجب أن يقوم به أي كاهن, تحولت المهنة من الكهنة الى الحلاقين والذين كان عملهم مقتصرا على الخلع وشق الخراجات فقط ومن أشهرهم (أمبروز باري) الجراح المشهور.


extraction key
مفتاح الخلع الذي كان يستخدم لخلع الأسنان والذي استمدت منه فكرة الروافع الحديثة

 - وبالنسبة لتعويض الأسنان فقد كان يتم باستخدام أسنان حقيقية. الغريب في الأمر أن الغني كان يملك حرية الإختيار بين الحصول على سن "حي" أو "ميت". الحصول على سن حي كان يعني ان الغني يختار السن من فم احد الفقراء "المتطوعين" والذي يكون قريبا لشكل للأسنان في فمه ثم يقوم الطبيب بخلع السن من فم الفقير ووضعه مكان سن الشخص الغني ويثبته باسلاك الفضة. اما بالنسبة لمن لا يملك المال الكافي فإن الحصول على سن من جثة رجل ميت يعتبر البديل الأرخص. بالطبع فان قليلي الحظ كانوا يحصلون على الزهري (السيفليس) والسل من الأسنان التي يحصلون عليها.


 ليوناردو دافنشي:


اليمين: لوحة الرجل الفيتروفي. اليسار: ليوناردو دافنشي كما رسم نفسه


 بالإضافة الى الفن والفيزياء والميكانيكا فإن عبقرية دافنشي وصلت الى علوم الطب. فقد قام بتشريح الجسم البشري ورسم كل جزء فيه بدقة. كما درس تشريح الجمجمة والفكين وهو اول من وصف الجيوب الأنفية بدقة واول من ميز بين الضواحك (premolars) والأضراس (molars). وبين مسار الأعصاب


الجمجمة كما رسمها دافنشي


 بيير فوشارد (Pierre Fauchard)


 - لقب بيير فوشارد بـ (الأب لطب الأسنان الحديث) وذلك لأن مهنة طب الأسنان تدين لهذا الطبيب الفرنسي بالكثير من الفضل.
 - حيث قام بجمع كل ما كتب عن طب الأسنان ورتّبه ووضعه في كتاب (طبيب الأسنان الجراح) (The Surgeon Dentist).
 - وصف فوشارد بدقة تشريح الفم والأسنان, والتسوس وعلاجه, كما وصف امراض الفم وعلاقتها بالصحة العامة, وتشوهات الفم والأسنان.
 - يعتبر أول من مارس طب الأسنان بناءا على اسس علمية في العصر الحديث وطالب بفصل طب الأسنان عن الطب. 
 - كما طالب ايضا في سنة 1699م بعدم السماح بممارسة طب الأسنان الا بعد تجاوز امتحان لممارسة المهنة.




التطور في مجال التخدير:

 - يمكننا القول انه بدون اكتشاف التخدير فإنه لم يكن من الممكن الوصول الى النتيجة الحالية من التطور في طب الأسنان.
 - في السابق كان التخدير يعتمد على جعل المريض يتعاطى الكحول او الأفيون أو حتى بضربه حتى يفقد الوعي.بالطبع فإن الجرعة لم تكن محسوبة لذلك فإن المريض كان اما غير مخدر بشكل جيد أو ان تكون الجرعة زائدة. كما ان العلاج كان لابد أن يتم بسرعة حيث أن 20 دقيقة كانت كافية لكي يموت المريض من الألم او الإجهاد العصبي.
 - في عام 1844 قام "هوراس ويلز" باستخدام الغاز الضاحك N2O كمخدر, وبعده بسنوات قليلة استخدم "ويليام تي جي مورتون" غاز الإيثر كمخدر في طب الأسنان.


لوحة توضح التخدير باستخدام غاز الإيثر

 - وبعد اكتشاف الكوكايين في عام 1884م نجح الدكتور ويليام هالستِد باستخدام محلول الكوكايين 4% من تخدير العصب الفكي السفلي.
 - محاذير استخدام الكوكايين وخطورة الإدمان دفعت "الفريد اينهورن" للبحث عن دواء مشتق من الكوكايين لا يسبب الأدمان ولا يحمل عيوب الكوكايين. وفي عام 1905 نجح في تركيب اول مخدر يستخدم في مجال الأسنان وأسماه "النوفوكين - Novocaine".



التطور في مجال حشو وتعويض الأسنان: 

 - انتشرت الحشوات المعدنية في اوروبا مع بداية القرن الثامن عشر, وكانوا يستخدمون اوراق الذهب والتي كانت تُدك داخل التجاويف في الأسنان بعد تنظيفها. كما استخدموا ايضا الرصاص واوراق القصدير.
 - بعد ذلك قام مجموعة من العلماء الفرنسيين بخلط الزئبق مع عدد من المعادن واستخدام الخليط (الأملغم) لحشو الأسنان في اوائل القرن التاسع عشر, المركب الأول كان يحتاج الى تسخينه لجعل العناصر تتحد. وفي عام 1819 قام الدكتور بيل في انجلترا بتطوير خليط للأملغم يتماسك بدون الحاجة الى تسخينه.
 - كان العيب في الأملغم انه كان يتمدد عند تصلبه مما كان يسبب كسر الأسنان لكن الدكتور "جرين فرديمان بلاك" "G.V. Black" نجح في ايجاد التركيب الصحيح للأملغم كما وضع قواعد وأصول حفر الأسنان والتي لا تزال تستخدم حتى الوقت الحالي.


الحشوات الضوئية (التجميلية)

 - وفي عام 1990 بدأت ثورة طب الأسنان التجميلي. وتم استخدام الأكريل لحشو الأسنان الأمامية الا انه كان يؤدي الى حدوث تسريب حول الحشو ويسمح بدخول البكتيريا. وفي عام 1962 ظهرت اول حشوة تجميلية "كمبوزَيت", وفي السبعينات كان الأشعة فوق البنفسجية UV تستخدم لتصليب الحشوات وتم استبدالها بالضوء العادي في الثمانينيات.


نبذة عن بعض الإكتشافات والاختراعات في طب الأسنان: 


 الأشعة:
- 1895 اكتشف (فيلهلم رونتغن) الأشعة السينية مما احدث ثورة علمية في مجال التشخيص. فبعد ان كان التشخيص معتمدا على التخمين اصبح بالإمكان رؤية العديد من الأمراض في اماكن لا يستطيع الطبيب رؤيتها.
 - تطورت اجهزة الأشعة لتصبح الأشعة رقمية باستخدام الكمبيوتر مما جعلها اكثر دقة واوضح كما يمكن تخزينها على الكمبيوتر.

 كرسي الأسنان:
 - بعد ان كان المريض يجلس على الأرض او على كرسي خشبي قام جيمس سنيل James Snell بتصنيع اول كرسي للأسنان بظهر متحرك في عام 1831. وفي عام 1871 اخترع جيمس موريسون James B. Morrison اول جهاز للأسنان يعمل بتكرار الضغط بالقدم. 



  

 النساء وطب الأسنان:

 - اول طبيبة مارست طب الأسنان في انجلترا كانت ارملة لطبيب اسنان وبعد وفاته سنة 1719م قامت بالعمل مكانه في العيادة.
 - وكذلك في امريكا قامت ايميلين روبرت جونز ايضا بالعمل مكان زوجها المتوفي 1854م لتصبح اول طبيبة اسنان في الولايات المتحدة. والتي كانت تتدرب على حشو الأسنان التي يخلعها زوجها الذي كان يرفض مساعدتها له معللا بأن طب الأسنان ليس مهنة لأصابع النساء الضعيفة.
 - ولكن حتى القرن الثامن عشر واوائل التاسع عشر كانت كليات طب الأسنان حول العالم لا تقبل تسجيل النساء.
 - مع الوقت تغير الحال لتصبح لوسي هوبز (Lucy Hobbs) اول طبيبة اسنان نظامية بعد تخرجها من كلية اوهايو لطب الأسنان 1865م.
 - وفي 1895م اصبحت ليليان ليندسي Lilian Lindsay اول طبيبة اسنان مرخصة في بريطانيا.
 - وبعدها بسنوات حصلت ايدا غراي رولينز من كلية طب الأسنان لتصبح اول طبيبة اسنان من اصول افريقية.
 - تشير الإحصائيات انه بحلول عام 2020م فإن 20% من اطباء الأسنان حول العالم سيكونون من النساء.






 لأسئلتكم واقتراحاتكم شاركوا بتعليقاتكم بالأسفل أو عبر تويتر من خلال الحساب 

طب الأسنان عبر التاريخ (2): النهضة الإسلامية







 - بعد ظهور الديانة النصرانية في اوروبا واستبداد الكنيسة بالرأي في اوروبا والمناطق الواقعة تحت الحكم الروماني والبيزنطي سادت مرحلة من الحماس الديني صاحبها الكثير من الإضطهاد للعلماء الذين كانت آراؤهم لا تتفق مع اراء الكنيسة. نتج عن ذلك انتشار كبير للجهل وتأخر النهضة العلمية فيما اطلق عليه فيما بعد "العصور المظلمة".

 - في ذلك الوقت كانت دولة جديدة تتكون في جزيرة العرب تحت قيادة نبي مؤيد بالوحي ما لبثت ان انتشرت بشكل سريع في جزيرة العرب ولم يمض الكثير من الوقت حتى اطاحت بأقوى دولتين في العالم في ذلك الوقت.



 طب الأسنان في الإسلام:


 - يعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتشريع والمعرفة الروحية في الإسلام. يليه المصدر الثاني وهو السنة النبوية والتي هي عبارة عن أقوال وافعال نبي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.




 - وعلى الرغم من أن الممارسات الطبية غير مذكورة في القرآن الكريم صراحةً في ما عدا بعض الفوائد الطبية لبعض الأطعمة الطبيعية كالعسل والفوائد الصحية للإمتناع عن الكحول والمواد المسكرة, إلا ان القرآن الكريم يوضح القواعد الأساسية في التعامل الإنساني والتي تشمل تعامل الطبيب مع مريضه وحتى تعامل المريض مع مرضه.


 - أما السنة النبوية فقد كان واضحا اهتمامها بمبدأ "الوقاية خير من العلاج". فوضّحت فوائد الصيام ومراقبة الطعام, والعلاجات الطبيعية. كما ذكرت ايضا طرقا لمعالجة بعض الأمراض مثل الحمى والصداع والتهاب الحلق والتهاب ملتحمة العين.. الخ. كما كانت سباقة في الحد من العدوى والحجر الصحي وبيّنت الاحتياطات الواجبة للتعامل مع المريض وتجنب العدوى في حالات مثل الجذام والطاعون.


 - ويرجع اهتمام الإسلام بنظافة الأسنان الى 1400 عام ابتداءا بغسل الفم خمس مرات يوميا قبل كل صلاة وانتهاءا بالسواك, بينما لم يبدأالاهتمام بنظافة الأسنان في اوروبا الا قبل اقل من 200 عام ولم يتعرف معظم الأمريكيين على ثقافة نظافة الأسنان الا عند عودة جنودهم من اوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م.



عود السواك
 - ويعتبر السواك هو اول فرشاة اسنان استخدمت في التاريخ, وقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "مطهرة للفم, مرضاة للرب" وقد نقل البخاري 14 حديثا ذكر فيها السواك, بينما نقل صحيح مسلم 13 حديثا. وفي دراسة حديثة تم قياس نسبة البكتيريا (Streptococcus Mutans) على عدد من المرضى بعد تقسيمهم لمجموعات استخدمت الفرشاة والمضمضة والسواك, ظهر فيها الانخفاض الأكبر في نسبة البكتيريا في الحالات التي استخدم فيها السواك.



 تطور الطب في الإسلام: 


صورة لطبيب مسلم يقوم بخلع ضرس باستخدام الكلابات
 - في مرحلة ما قبل الإسلام كان الطب عشوائيا قائما على التجربة. وكان البدو يستقون علومهم من شيوخ القبائل والعجائز. ومع انتشار الإسلام وتوسع الدولة الإسلامية تعرّف العرب على ثقافات شعوب اخرى, وانتقلت اليهم مصادر العلوم الإغريقية والرومانية. كما اضيفت اليها علوم من بلاد فارس وبلاد الشام والهند والدولة البيزنطية. 

 - هذه العلوم لم تتم فقط ترجمتها الى اللغة العربية والتي اصبحت اللغة الرسمية للعلم (lingua franca) ولكن تم ايضا البحث فيها وتمحيصها واضيف اليها اضعافها ثم تم تأريخها وترتيبها وتسجيلها مما نتج عنه منهجية علمية جديدة انتشرت في العالم الإسلامي وكانت النواة للنهضة الحديثة.



صورة لمجموعة من العلماء المسلمين

 - هذا التقدم في البحث العلمي لم يستمر فقط لعدة عقود ولكن استمر لألفية كاملة (610 - 1610 م) حتى بداية سقوط الدولة الإسلامية وظهور عصر النهضة (Renaissance) في اوروبا.


 - وبالنسبة للطب فإن بداية تعرف المسلمين على الطب في الحضارات الأخرى كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب مع فتح بلاد فارس وبالذات مدينة "جُنديسابور" التي انشأها الامبراطور سابور الأول ملك الساسانيين في منطقة الأهواز. 



موقع مدينة جنديسابور في بلاد فارس (ايران حاليا)

 - سبب نهضة الطب في هذه المدينة كان لجوء العلماء اليها كما حدث في 489م عندما لجأ اليها النسطوريون بعد اغلاق مدارسهم من قبل الإمبراطور زينو, وفي عام 529م عندما لجأ اليها علماء الطب الإغريق بعدما اغلق الامبراطور جستينيان مدارسهم, بالإضافة الى علوم الهند.


 - حين فتحها المسلمون كان بها مستشفى وكلية للطب متكاملتين ومن ابرز من درس فيها في ذلك الوقت هو "الحارث بن كلدة". 




مخطوطة عربية قديمة تظهر طبيبا يداوي امرأة تشكو من الم في ضرسها باستخدام النبات  الموجود عند قدمه



 ابرز علماء الطب في الإسلام ومساهماتهم في طب الأسنان:

 * ابو القاسم الزهراوي: ((936 - 1013م): (Abulcasis)


ابو القاسم الزهراوي

 - يعد الزهراوي المولود بالأندلس احد اعظم الجراحين بالتاريخ. فبالإضافة الى اختراعه للعديد من الأدوات الجراحية كالمشرط والمقص, فقد وضع ايضا اسس العمليات الجراحية والتشريح لدرجة ان بعض العمليات التي كان يقوم بها لازالت تطبق في الوقت الحالي بالكيفية التي وصفها.


 - ألف الزهراوي كتاب "التصريف" والذي اصبح المرجع العلمي الأول في مجال الطب بالاضافة الى كتاب "القانون" لإبن سينا والذي بنيت عليهما النهضة الطبية الحديثة, وكان مرجعا يدرس في كليات الطب في العالم لخمسة قرون.


 - يحتوي الكتاب على 30 مجلدا خصص الأخير منها للحديث عن الأسنان وامراضها وعلاجها.


     + يعد الزهراوي اول جراح اسنان في التاريخ حيث وصف في كتابه خلع الأسنان وخلع الجذور المتكسرة والمدفونة في اللثة باستخدام كلابات خاصة وأدوات قام باختراعها بنفسه. وربما كان اول من طبق نظرية "اخر العلاج الخلع" ففي كتاب التصريف يقول: "ينبغي أن تعالج الضرس من رجعه بكل حيلة وتتوانى عن قلعه، فليس منه خلف إذا قلع لأنه جوهر شريف، حتى إذا لم يكن بد من قلعه، فينبغي إذا عزم العليل على قلعه أن تتثبت حتى يصح عندك الضرس الوجع، فكثيراً ما يخدع العليل الوجع ويظن أنه في الضرس الصحيح فيقلعه ثم لا يذهب الوجع حتى يقلع الضرس المريض".



الزهراوي يقوم بجراحة في فم المريض

     + كما كان أول من ربط بين تكون الجير على الأسنان ومشاكل اللثة ووصف الطريقة الصحيحة لإزالة الجير والتصبغات من الأسنان باستخدام ادوات اخترعها بنفسه وشرح ربط الأسنان المتخلخلة, بالإضافة الى انه وصف زراعة الأسنان المخلوعة وربطها بالأسنان المجاورة.
     + ايضا فقد كتب عن استبدال الأسنان المخلوعة بأسنان مصنوعة من عظم الثور.
     + ومن انجازاته الجراحية أنه شرح بدقة معالجة وطريقة استئصال الأكياس (cyst) من الفك.


الزهراوي يقوم بتبخير ضرس احد المرضى

     + ووصف ايضا بعض الطرق العلاجية ومنها علاج الرائحة الكريهة الناتجة عن تناول البصل والثوم باستخدام جوزة الطيب والهيل والقرفة ومضغ اوراق الكزبرة, وكتب كذلك انه يمكن علاج المشكلة بتناول الجبن المقلي في زيت الزيتون مع القرنفل.

 لتصفح كتاب التصريف اضغط هنا

 لتحميل نسخة بصيغة PDF اضغط هنا (44.3 MB) 




 * ابن سينا (980 - 1037): (Avicenna)


ابن سينا

 - يعتبر ابن سينا عند الكثير من علماء ومؤرخي الطب أعظم طبيب في التاريخ, هذا لأنه بالإضافة لبراعته بالطب فقد تعدى علمه الى الفلسفة والفيزياء والمنطق.


 - منح القابا كثيرة منها "الشيخ الرئيس" و"المعلم الثاني" بعد ارسطو الذي سمي المعلم الأول.


 - ألف ابن سينا كتاب "القانون" والذي شمل العديد من الفصول عن طب الأسنان. 



صورة من كتاب القانون لإبن سينا


 - شدد ابن سينا على اهمية تنظيف الأسنان ووصف ازالة التصبغات من الأسنان باستخدام الملح وقرون الأيائل المحترقة ومسحوق محضّر من حرق قشور الثعابين.


 - قام بحشو الأسنان باستخدام مواد كثيرة منها السرو والمرّة والمستكة والعبهر وجوزة الطيب والكبريت الأصفر والكافور. وقام بعلاج مشاكل العصب عن طريق تقطير الزرنيخ المغلي في الزيت داخل السن.


 - كما قام ايضا باستخدام ابخرة البنج الأسود كعلاج ديدان الأسنان كالعادة الرومانية القديمة.


 - كما شرح ابن سينا طريقة علاج كسور الفك باستخدام إطباق الأسنان (occlusion) عن طريق ربط الأسنان ببعضها ليصبح اول طبيب يستخدم هذه الطريقة والتي لا تزال مستخدمة الى يومنا هذا.


 اضغط هنا لتصفح كتاب القانون 

 لتحميل نسخة بصيغة PDF اضغط هنا (221.6 MB)



 * علي بن العباس المجوسي: (Haly Abbas)




الكتاب الملكي لإبن العباس المجوسي


 - سمي بالمجوسي لأن جده كان زرادشتيا ولكنه وابوه مسلمان. كان الطبيب الخاص للأمير عضد الدولة البويهي الذي بنى البيمارستان (المستشفى) العضدي في بغداد حيث عمل علي بن العباس.


 - الّف كتاب (كامل الصناعات الطبية الضرورية) والذي عُرف باسم (الكتاب الملكي) والذي خصص فصلا فيه عن امراض الأسنان وعلاجها.


 - تحدث المجوسي عن خلع الأسنان وعلاج كسور الفك وعقد اللسان (Ranula) وقطع الرباط تحت اللسان وجراحات الأسنان



 لتصفح كتاب الملكي اضغط هنا

 لتحميل الكتاب بصيغة PDF اضغط هنا (140.7 MB)





ابو بكر الرازي


 - كان ابو بكر الرازي احد ابرع العلماء والأطباء المسلمين الذين عاشوا في القرن العاشر الميلادي.

 - الف كتاب "الحاوي" الذي جمع فيه علوم الطب منذ زمن الاغريق وحتى عام 925م والذي بقي مرجعا يدرس في كليات الطب قرابة 400 عام. كما الّف كتابه "المنصوري" الذي اهداه لأبي جعفر المنصور وكتاب "تاريخ الطب" و"الأدوية المفردة".

 - بجانب الطب كان عالما بالرياضيات والفلسفة والمنطق والأدب ووالكيمياء.

 - يعتبر كتابه "المنصوري" اول كتاب منذ العصور القديمة يتحدث عن وصف الأسنان. وليس فقط وصف شكل وتشريح الأسنان المختلفة بدقة ولكن ايضا طريقة عمل الفك وآلية المضغ.


صورة لابي بكر الرازي وهو يعالج مريضا


 - كما وصف الرازي ايضا طريقة حفر الأسنان باستخدام المثقاب, وكان يعالج التسوس باستخدام الصوف المضغوط بعد غمسه في الزيت المغلي, كما ذكر عنه انه كان يضع الحلتيت والأفيون في الأسنان المتسوسة, وكذلك استخدم الكافور والزرنيخ الأحمر المغلي في الزيت لحشو الجذور.

 - وينقل الرازي ايضا عن ثابت بن قرّة والذي عاش في بغداد في القرن التاسع ان سبب تسوس الأسنان وتكسرها هو الأحماض التي تصيب الأسنان وليست دودة,واذا كانت الأسنان متآكلة فلابد من حشوها لأن ذلك يمنع الرطوبة من الوصول الى الأسنان ويخفف الألم ويوقف تكسر الأسنان. وبذلك كان اول من الغى فكرة دودة الأسنان حتى قبل "بيير فوشارد" (Pierre Fauchard) الأب لطب الأسنان الحديث.

 - ثم ذكر ايضا حشو اأسنان باستخدام مادة مكونة من املاح معدنية والذهب والنحاس. لتكون اول ما استخدم من الحشوات المعدنية.







 * ابو جعفر احمد بن الجزار (898 - 979م) (Ibn al-Jazzar)


ابو جعفر بن الجزار


 - هو احد ابرز علماء المسلمين في شمال افريقيا في القرن العاشر الميلادي والذي كان طلاب العلم يأتون من الأندلس الى القيروان للتعلم على يديه. ويعتبر اول من تخصص في طب الأطفال.


 - الف العديد من الكتب في الطب واللغة والتاريخ والقانون والألحان وغيرها. ويعتبر كتابه (زاد المسافر وقوت الحاضر) من اهم الكتب في مجال الطب والذي تُرجم الى اللاتينيه في القرن الحادي عشر باسم (Viaticum).

 - تحدث ابن الجزار عن حشو الأسنان, فذكر انه يجب تجريف وتنظيف التسوس اولا, ثم حشو السن بمواد طبيعية ذات مواد مطهرة.

 - نقل ايضا طريقة إماتة العصب عن طريق التبخير بالخردل والبنج الأسود ووصف ايضا الزرنيخ لعلاج العصب والجذور.


 وبالإضافة لهؤلاء العلماء فقد نبغ في الطب الكثير من علماء المسلمين مثل اسحاق بن سليمان الإسرائيلي واسحاق بن عمران وابو الحسن الطبري ويوحنا ابن سرابيون وعيسى بن يحيى الجرجاني. وكانت لهم مساهمات في مجال تطور طب الأسنان مما كون البذرة الأولى للتطور الذي وصل اليه طب الأسنان في الوقت الذي كانت اوروبا فيه غارقة في الصراع الطائفي والتشدد الديني بينما كان العلماء في العالم الإسلامي يتمتعون بالتقدير بغض النظر عن معتقداتهم الدينية واصولهم العرقية.




 - في الموضوع القادم من السلسلة بإذن الله سيكون الحديث عن تطور طب الأسنان خلال عصور النهضة في اوروبا وكيف وصل الى الصورة الحالية وآخر الاكتشافات في طب الأسنان.








- شكر خاص لـ
 أ. ضحى اسماعيل الحسيني @IamDuha على جمع المصادر.


 كما اتقدم بالشكر لـ 
د. احمد هشام @ahad16 و 

د. ريم الخليل @dr_reem00 والأخت شمس محمود @shamsmahmoud3 على مساعدتهم.




لأسئلتكم واقتراحاتكم شاركوا بتعليقاتكم بالأسفل أو عبر تويتر من خلال حساب 


المصادر:
 - Islamic Medicine History and Current Practice. Husain F. Nagima
 - Muslim Scholar Contribution is restorative Dentistry. Salma Al-Mahdi DDS
 - مقدمة ابن خلدون.
 - BDA museum
 - جراحة الفم والفكين عند العرب والمسلمين إعداد الدكتور عبد الناصر كعدان
 - www.wikipedia.org
 - طب الأسنان في التراث العربي. د. عبدالفتاح حنون





















طب الأسنان عبر التاريخ (1): مرحلة ما قبل الميلاد




ancient tooth advertisement

    
      منذ بدأ الخليقة, كانت الحاجة الى الغذاء من الحاجات الأساسية للإنسان. فالغذاء هو المصدر الرئيسي للطاقة, وقد كان وجوده أو نقصه سببا أزليا للهجرات والحروب على مر التاريخ. ومنذ قديم الأزل لاحظ الإنسان اهمية الأسنان كوسيلة لتناول الطعام كما استخدمت مع اليدين في القتال والإمساك بالأدوات وقطع الحبال.. الخ.

وعلى الرغم من أن مشاكل الأسنان ظهرت منذ ذلك الوقت كذلك. الا ان المشاكل كانت مختلفة نوعا ما عن زمننا الحالي نظرا لاختلاف نمط وطبيعة المعيشة. فمن ملاحظة بقايا جماجم الأحافير القديمة وجد أن معدل تسوس الأسنان كان منخفضا جداً مقارنة بالإنسان الحديث. وذلك عائد الى اختلاف طبيعة الغذاء, حيث ان الغذاء كان يعتمد على العناصر الأساسية والحبوب الكاملة كما كان شبه خالٍ من السكريات المركبة. الا ان فحص الأسنان اظهر معدلات اعلى من الكسر والتآكل نظرا لاحتواء الطعام على مواد صلبة اكثر واستخدام الأسنان في القتال وامساك الأدوات وقطع الحبال وغيرها.



 طب الأسنان قبل التاريخ:


 حضارة وادي السند 7000 ق. م.

 - في السادس من ابريل 2006, نشرت مجلة (Nature) عن اكتشاف مقبرة بمحض الصدفة في منطقة "مهرجارة" في باكستان تبلغ من العمر ما يقرب من 9000 عام.


 - تعد الحضارة التي قامت في وادي السند من 5500 ق.م. الى 7000 ق.م. من اوائل الحضارات التي قامت على الزراعة والري في جنوب اسيا. 




 - الشيء العجيب في هذا الإكتشاف هو ان العلماء عثروا على آثار ثقوب في 11 من الأسنان تعود الى جماجم 4 نساء, 2 من الذكور, وثلاث جثث لم يستدل على جنسها في المقبرة التاريخية.


prehistoric tooth drilled
صورة لأحد الأسنان التي تم العثور عليها ونلاحظ دقة الحفر والمشابه لمعالجة التسوس في العصر الحالي 


 - كما هو واضح بالصور فإن حواف الثقوب منتظمة بشكل لا يمكن ان ينتج عن النشاط البكتيري (التسوس).

 - يترواح عمق الثقوب من 0.5 - 3.5 ملم وبقطر 1 - 3 ملم.


 - يعتقد ان القدماء استخدموا القوس مع مثقاب برأس حجري صغير لصناعة الثقوب.




طب الأسنان قبل التاريخ
في محاولة لاعادة التجربة قام بها العلماء وجدوا ان عملية الحفر تمت في دقيقة واحدة او اقل.


prehistoric teeth
عملية الحفر صاحبها ارتفاع كبير في درجة الحرارة ناتج عن الاحتكاك مما صاحبه ألم شديد.

 - بعد الحفر قام البدائيون بسد الثقوب بمزيج من سوائل عضوية ذات لزوجة عاليه شبيهة بالأسفلت مع نباتات ذات خصائص تمنع نمو البكتيريا.


 - يعتقد العلماء ان ظهور التسوس في المنطقة سببه تغير انماط الحياة من حياة الصيد والتقاط الطعام (hunter - gatherer) والتي تعتمد على البروتين كمصدر أساسي للغذاء, واستبدالها بالزراعة والاعتماد على الرز (الكاربوهيدرات) كمصدر الغذاء الأساسي.

 - قام بالإكتشاف فريق دولي من العلماء تحت اشراف

Musée Guimet in Paris and 

Université de Poitiers


 سلوفينيا 4500 ق.م. 


 - في شهر سبتمبر عام 2012 تم العثور على جزء من الفك السفلي الأيسر لشخص يعتقد انه عاش قبل ما يقرب من 6400 - 6655 سنة في قرية لونخ Lonche شمال جمهورية سلوفينيا في قارة اوروبا.



جزء من الفك الأثري الذي عثر عليه ويبدو واضحا فيه الناب والضواحك والضرسين الأول والثاني

 - يعتبر هذا الجزء من الفك من اقدم الآثار التي عثر عليها في منطقة شمال البحر الأدرياتيكي ويتواجد حاليا في متحف ترييستي في ايطاليا.


 - ما أثار دهشة العلماء هو وجود حشوة مصنوعة من الشمع العسلي في الناب. وباستخدام اجهزة وتقنيات مثل (IR), (SEM), (AMS), (Micro-CT) وجد العلماء ان الحشو تم خلال حياة الشخص صاحب الفك.





 - تظهر الفحوصات ان الخلل كان ناتجا عن التآكل وليس التسوس, وذلك بسبب طبيعة الأطعمة الخشنة المتوفرة في ذلك الوقت. كما وجد شق طولي في طبقتي المينا والعاج تم ملؤه ايضا بالشمع.



 - الغرض من الحشو كان تخفيف الألم الناتج من المضغ على السن المكسور وعزل الجزء المكشوف والحساس من طبقة العاج.

 - شمع العسل كان اختيارا ذكيا بحكم أنه مضاد جيد للتآكل ويتميز بالثبات الكيميائي والعزل الحراري بالإضافة الى سهولة استخدامه كمادة للحشو.



جانب من الفحوصات التي تمت على الناب المحشو بالشمع




 حضارة مصر الفرعونية 3100 - 332 ق. م.







كان المصريون الفراعنة يعتقدون ان الإله "بتاح" هو الإله المسؤول عن الأسنان

 - وصف هيرودوتس المؤرخ الإغريقي خلال زيارته لمصر في 450 ق.م. مدى التقدم الذي وصلوا اليه في الطب. حتى ان كل طبيب كان يختص بعلاج مرض معين. يقول هيرودوت: "كل البلد مليء بالأطباء, بعضهم للعين, بعضهم للأسنان, بعضهم للبطن, والبعض للأمراض غير الظاهرة".


 - للأسف فإن هيرودوت لم يذكر تفاصيل اكثر عن اطباء وطرق علاج الأسنان الا ان ما وصل الينا سليما من اوراق البردى يوضح مدى دراية المصريين بطب الأسنان.


- احد اوراق البردى هي رسالة من جندي يصف حالة زميله الذي نخرت "الدودة" اسنانه. ويعود الاعتقاد بان الدود هو السبب في تسوس الأسنان الى اقدم وثيقة تتعلق بالأسنان تعود الى عصر الدولة السومرية في 5000 ق.م. كما وجد نفس الاعتقاد في الهند  والصين واليابان وحتى في كتابات هومر واستمر الاعتقاد حتى 1300 بعد الميلاد في كتابات Guy de Chauliac.



منحوتة اثرية تظهر دودة الأسنان على شكل شيطان والمعركة القائمة للتخلص منها

 - تعد "بردية ايبرس" التي تعود للفتره ما بين 1550 - 1700 ق.م.  و"بردية ادوين سميث" التي تعود لسنة 1600 ق.م. من اهم البرديات الطبية التي لها علاقة بطب الأسنان. 


 - بردية ايبرس: من اهم البرديات الطبية. وبالاضافة للعديد من الأمراض فقد ذكرت البردية 4 وصفات لعلاج تخلخل الأسنان, ووصفتين لعلاج آلام الأسنان, ووصفة لعلاج خراجات الأسنان تتكون من (الكمون والحنظل واللبّان), و4 تركيبات للمضمضة. كما وجدت وصفة علاجية لمعالجة الاسقربوط. scurvy




ebers papyrus
بردية ايبرس

- بردية ادوين سميث: على الرغم من ان البردية خاصة بالجراحة وليس بها معلومات عن امراض الأسنان الا انها تحتوي على طريقة علاج الفك المخلوع (خروج الفك من مكانه). المفاجأه هي ان الطريقة المذكورة هي نفس الطريقة المستخدمة في الوقت الحالي.


 - على الرغم من وجود القليل من حالات التسوس في المومياوات المحفوظة الا ان امراض اللثة كانت ظاهرة بشكل واضح من خلال تآكل البنية العظمية للفك. كما لوحظ ان التسوس كان ظاهرا اكثر في مومياوات افراد الطبقة الملكية بسبب كثرة المأكولات السكرية لأصحاب المكانة العالية والتي لم تكن متوفرة للشعب. ومع ذلك نجد في البرديات وصفة تعتبر نوعا من الحشو هو عبارة عن خليط من الطمي النوبي ومرهم اخضر غير معروف يخلطان سويا ويوضعان داخل السن.


 - الا انه لوحظ ايضا وجود حالات من خرّاجات الأسنان نتجت عن طبيعة الأكل الخشن المكون من الحبوب غير المطحونة جيدا مما ادى الى تآكل الأسنان بشكل سريع وموت الأنسجة اللبية (العصب).


 - ومع كثرة مشاكل اللثة والتي تؤدي لتخلخل الأسنان ومن ثم سقوطها ظهرت الحاجة للتركيبات التعويضية لتعالج نقص الأسنان. ففي يناير 2003 عثر علماء الآثار في منطقة جبل الرملة بالقرب من أسوان على سن منحوت من الصدف يعتقد انه كان مستخدما في زراعة الأسنان.



السن المنحوت من الصدف من عدة زوايا


 - واستخدم المصريون ايضا الأسنان المخلوعة في صناعة الجسور التعويضية للأسنان وقاموا بربطها بأسلاك الذهب بعد غرسها في اللثة.



صورة لفك اثري يحتوي على جسر بالغ الإتقان عن طريق ربط الأسنان باسلاك الذهب



 - بالإضافة الى ذلك فقد وجدت احد الجماجم وفيها فتحتان دائريتان في المنطقة المقابلة لجذر احد الأضراس تم عملها بدقة جراحية لتصريف الصديد الموجود في الخراج. هذا العمل تكرر في الكثير من المومياوات في الحقبة بين 2900 - 2750 ق.م. كما وجدت مومياء لحالة قام اطباء مصريون بمعالجة مريض مصاب بكسر في الفك بحفر ثقوب في عظم الفك واستخدامها في تثبيت الفك المكسور.


لاحظ مكان الثقوب المشار اليها بالأسهم بجوار خط الكسر

 - تظهر البرديات ايضا ان اطباء الأسنان كان لديهم القاب ومراتب لأطباء الأسنان كالموجودة حاليا (اخصائي, استشاري) وكانت تسمى كالتالي

   * الشخص الذي يعتني بالأسنان.
   * الشخص الذي يعالج الأسنان
   * طبيب أسنان أول
   * طبيب اسنان أول للبيت الملكي

 - كان اهتمام المصريين باطباء الأسنان وتقديرهم عظيما لدرجة ان قبر "هسي را" وهو اول من حصل على لقب طبيب اسنان في التاريخ المعروف والذي عاش سنة 2600 ق.م. كان قريبا من قبر الملك وقد كتب على قبره: "أعظم من يعالج الأسنان وأعظم الأطباء".



hesy - ra
صورة للمنحوت على جدار مقبرة هسي را


 - كما تم ايضا اكتشاف 3 مقابر لأطباء اسنان في ظل هرم سقارة والتي تعتبر اكثر المقابر خصوصية للعائلة الملكية وذلك يوضح المكانة العظيمة التي كان يملكها طبيب الاسنان في ذلك الوقت.





 الرومان والإغريق:

 - على الضفة المقابلة من البحر المتوسط لم يكن الرومان اقل اهتماما بأسنانهم من المصريين.

Hippocrates
ابُقراط

 - ففي 400 - 500 ق.م. ذكر كل من ابقراط وارسطو وسائل لتقوية الأسنان, كما ذكرا ترتيب الأسنان ومواعيد ظهورها في الفم. وتطرقا ايضا الى طرق علاج التسوس والتهابات اللثة وطرق خلع الأسنان باستخدام الكلابات واستخدام الأسلاك لتثبيت الأسنان المتخلخلة وكسور الفكين.



Aristotle
ارسطو 


 - كما كتب كورنيليوس سيلسوس بشكل مفصل عن امراض الفم وعلاجات الأسنان وطرق التخدير, ونصح ايضا سكان المدينة بغسيل فمهم كل صباح.

 - كذلك فان سكريبونيوس لارغوس الطبيب الخاص للامبراطور كلاوديوس كان يصف علاجا لآلام الأسنان هو عبارة عن استخدام ابخرة من حرق بذور نبات (البنج) واستنشاقها ثم غسل الفم بالماء الدافيء لطرد "الديدان".


 - هذا وقد وجدت لديهم كلابات للخلع, وقاموا بصناعة اطقم للأسنان من العاج والعظم والخشب. كما عُرف عن الاتروسكان 700 ق.م. الذين سبقوا الرومان في شمال ايطاليا أنهم صنعوا جسورا للأسنان باستخدام عظام الثيران واسلاك الذهب لم ير التاريخ مثلها حتى ان المؤرخ جيمس وينبراندت وصفهم بـ"الصفوة في فن العناية بالأسنان في العصور القديمة"




ancient dental bridge
جسر مثبت بالذهب لتثبيت الثنيتين (الأسنان في الوسط - لاحظ عدم وجود جذور متصلة بالعظم للأسنان التي في الوسط)

 - ووجدت وصفات منذ ذلك الوقت لمعجون استخدم لتنظيف الأسنان مكون من العظم وقشر البيض وحجر الخَفاف والمرّة. ووجدت كتابات عن الإغريق بانهم نصحوا باستخدام النعناع لتنظيف الأسنان, الا انه لا يوجد اي ذكر لفرشاة الأسنان. 






 حضارة المايا 2000 ق.م. - 900 ب.م.



mayan remains
اثار حضارة المايا
 - تعتبر حضارة المايا والتي غطت مساحات كبيرة من المكسيك وامريكا الوسطى من اقدم الحضارات في العالم, حيث ازدهرت تقريبا في 1000 ق.م. وبلغت أوج مجدها بين 300 - 900 ب.م.

 - ظهر اهتمام شعب المايا بالأسنان في وقت مبكر لكنه لم يكن بدافع صحي بل بدافع ديني وشعائري. كان شعب المايا يقومون بوضع احجار منحوتة في تجاويف مصنوعة في الأسنان الأمامية وهي حية.



ancient Mayan scull with dental work
جمجمة محفوظة في متحف مكسيكو سيتي وتظهر فيها الأسنان المزينة باأحجار

 - قام شعب المايا باستخدام اسطوانات مستديرة صغيرة من النحاس يتم تدويرها بين الأصابع او بالقوس بعد تغطية السن بمعجون مصنوع من بودرة الكوارتز والماء ليقوم بعمل المادة الكاحتة لعمل ثقوب دائرية في مينا الأسنان, ثم يتم قص الحجر الملون ليناسب حجم الثقب المصنوع.


مجموعة من الأسنان الأثرية المزينة باليشب (حجر اخضر)


 - من الممكن ان شعب المايا استخدم انواعا من الأعشاب للتخدير الموضعي قبل الحفر, وبالنسبة لأحجار الزينة قد استخدموا أحجارا مثل التركواز والكيشمك وحجر الدم وحجر الحية والكوارتز, يتم تثبيتها في التجاويف بالأسنان باستخدام مواد عضوية مختلفة.


 - كانت هذه العادة منتشرة لدرجة انه توجد جماجم كاملة في متحف مكسيكو سيتي وقد زينت اسنانها بالأحجار. 



بقايا جمجمة لشعب المايا في متحف مكسيكو سيتي


 حضارات اخرى


 - في شريعة حمورابي 
الذي حكم بابل بين عامي 1792 - 1750 ق.م.  والتي تعتبر اقدم القوانين الموضوعة ذُكِر قانونان يُعاقب الفاعل فيهما بخلع اسنانه, كما وجدت علاجات للأسنان واسعارها.



Hammurabi
نحت حجري للملك حمورابي



- ويذكر ان الصينيين 2700 ق.م. استخدموا العلاج باستخدام الإبر الصينية لتسكين آلام الأسنان ووجدت لديهم وصفات لمعاجين وعلاجات للأسنان. كما ان هناك ادلة ان الصينيين استخدموا الحشوات المعدنية لحشو الأسنان منذ سنة 200 ق.م.


 - ايضا ظهرت اثار تثبت ان الفينيقيين في شرق المتوسط (لبنان) استخدموا اسنان الحيوانات لتعويض الأسنان المخلوعة بعد تثبيتها بالخيوط.









- في الموضوع القادم بإذن الله سيكون الحديث عن دور العرب والمسلمين في تطور طب الأسنان والتطورات التي حدثت في اوروبا في عصر النهضة والإكثشافات الحديثة في طب الأسنان.


لأسئلتكم واقتراحاتكم شاركوا بتعليقاتكم بالأسفل أو عبر تويتر من خلال حساب