يمكنك مشاهدة الجزئين السابقين في السلسلة من خلال الروابط:
ألم الأسنان بين العلم والخرافة:
|
القديسة ابولونيا شفيعة مرضى الاسنان والام الصداع وايضا شفيعة اطباء الاسنان |
يمكنك ان تعتبر نفسك محظوظا لأنك ولدت في القرن الحادي والعشرين. فكل ما تحتاجه للتخلص من الألم هو ابتلاع حبة من دواء مسكن او زيارة الطبيب. لكن في عصور سابقة فإن بعض العلاجات تجعلك تفكر جديا في تحمل الألم بدلا من التعرض لها.
ففي مصر القديمة كانوا يعتقدون ان الفأر مخلوق مقدس لعلاقته بإله الشمس, لذا كانوا يعتقدون انه لتخفيف الألم عليك ان تقسم فأرا الى قسمين وتفرك اسنانك به, ولكن يشترط ان تكون الجثة لا تزال دافئة. وفي الصين كانت تستخدم قصاصات من الورق عليها صلوات توضع حول الضرس لتخفيف الألم. وفي المانيا في القرون الوسطى كان يجب على من اراد تخفيف آلام أسنانه ان يقوم بتقبيل حمار. وفي الديانة النصرانية لتخفيف الألم كان عليك ان تقدم الصلوات للقديسة ابولونيا.
طب الأسنان في عصر النهضة الأوروبية:
بعد سنوات طويلة من هيمنة الكنيسة على الحياة العملية في اوروبا واحتكارهم لزعامة المجتمع ومحاكمة المفكرين واضطهادهم, بدأت سطوة الكنيسة تضعف في اوروبا مما سهل ظهور الكثير من المدارس الفكرية وظهور عصر النهضة في الأدب والفن والفلك وفي كافة المجالات ومنها الطب.
في السنوات ما بين 500 - 1000 م كان الطب والجراحة وطب الأسنان محصورا على الكهنة وبعد ان اصدرا البابا قرارا في 1163م أن أي عمل يتضمن إراقة للدماء لا يجب أن يقوم به أي كاهن, تحولت المهنة من الكهنة الى الحلاقين والذين كان عملهم مقتصرا على الخلع وشق الخراجات فقط ومن أشهرهم (أمبروز باري) الجراح المشهور.
|
مفتاح الخلع الذي كان يستخدم لخلع الأسنان والذي استمدت منه فكرة الروافع الحديثة |
- وبالنسبة لتعويض الأسنان فقد كان يتم باستخدام أسنان حقيقية. الغريب في الأمر أن الغني كان يملك حرية الإختيار بين الحصول على سن "حي" أو "ميت". الحصول على سن حي كان يعني ان الغني يختار السن من فم احد الفقراء "المتطوعين" والذي يكون قريبا لشكل للأسنان في فمه ثم يقوم الطبيب بخلع السن من فم الفقير ووضعه مكان سن الشخص الغني ويثبته باسلاك الفضة. اما بالنسبة لمن لا يملك المال الكافي فإن الحصول على سن من جثة رجل ميت يعتبر البديل الأرخص. بالطبع فان قليلي الحظ كانوا يحصلون على الزهري (السيفليس) والسل من الأسنان التي يحصلون عليها.
ليوناردو دافنشي:
|
اليمين: لوحة الرجل الفيتروفي. اليسار: ليوناردو دافنشي كما رسم نفسه |
بالإضافة الى الفن والفيزياء والميكانيكا فإن عبقرية دافنشي وصلت الى علوم الطب. فقد قام بتشريح الجسم البشري ورسم كل جزء فيه بدقة. كما درس تشريح الجمجمة والفكين وهو اول من وصف الجيوب الأنفية بدقة واول من ميز بين الضواحك (premolars) والأضراس (molars). وبين مسار الأعصاب
|
الجمجمة كما رسمها دافنشي |
بيير فوشارد (Pierre Fauchard)
- لقب بيير فوشارد بـ (الأب لطب الأسنان الحديث) وذلك لأن مهنة طب الأسنان تدين لهذا الطبيب الفرنسي بالكثير من الفضل.
- حيث قام بجمع كل ما كتب عن طب الأسنان ورتّبه ووضعه في كتاب (طبيب الأسنان الجراح) (The Surgeon Dentist).
- وصف فوشارد بدقة تشريح الفم والأسنان, والتسوس وعلاجه, كما وصف امراض الفم وعلاقتها بالصحة العامة, وتشوهات الفم والأسنان.
- يعتبر أول من مارس طب الأسنان بناءا على اسس علمية في العصر الحديث وطالب بفصل طب الأسنان عن الطب.
- كما طالب ايضا في سنة 1699م بعدم السماح بممارسة طب الأسنان الا بعد تجاوز امتحان لممارسة المهنة.
التطور في مجال التخدير: